المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٩

التجديد في مجال التعليم الشرعي بين القديم والحديث

صورة
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله، وآله، ومن والاه، وبعد: فتعليم العلوم الشرعيّة، ومنها الفقه، يعاني أزمة في هذا الزمن، تتمثّل جليًّا في ضعف خريجي الدّراسات الشرعيّة في غالب مؤسّسات التّعليم العالي في الدّول الإسلاميّة. ومن يخرج عن القاعدة ويتفوّق من الدّارسين والنوابغ فليس مردّ تفوّقه كفاءةَ مؤسّسة التّعليم التي انتمى إليها، وإنّما إمكاناته الفطريّة وجهود الشخصيّة في التعلّم الذّاتي خارج إطار مؤسّسة التّعليم. والسّبب الرئيس لهذه الأزمة، من وجهة نظري، هو انتقال التعليم الشرعي الفجّ والسّريع وغير المدروس بعناية، من الطريقة التقليديّة (حلقات التّعليم) إلى الطريقة النظامية الحديثة في الكُليّات والمعاهد والجامعات الشرعيّة. فصار مثلُه كمثل الغراب الذي حاول أن يقلِّد مِشية الحمامة فلا هو استطاع أن يقلّدها، ولا هو استطاع أن يرجع إلى مشيته الأصليّة. والفروق بين الطريقة التقليديّة الموروثة لتدريس علوم الشريعة، ومنها الفقه، وبين الطريقة الحديثة، كثيرة، ولكن أهمّها اثنان هما المسؤولان المباشران عن تردّي المخرجات في التعليم الحديث للعلوم الشرعيّة: أحدهما: أنّ الطريقة