اثنا عشرة وسيلة للحد من الغش في الامتحانات

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله، وآله، ومن والاه، وبعد:

فللأسف الشديد ثقافة الغش في الامتحانات منتشرة كثيرا في مجتمعاتنا العربية، بل إن كثيرا من الطلبة لا يرون الغش عيبًا ينبغي ستره والاستغفار منه وإنما بطولة وجرأة ويفاخرون به.

وهذه اثنا عشرة وسيلة مقترحة لمنع هذا الغش أو الحد منه كثيرا:

1. إياك وحسن الظن في الطلاب في وقت الامتحان بل استصحب أصل سوء الظن وافترض بأن كثيرا من الطلاب ينوون الغش أو سيفعلونه إذا سنحت لهم الفرصة حتى المتفوقين منهم والذين يبدو منهم الصلاح. مثل هذا الاستعداد النفسي المسبق سيجعلك مستوفزا لمنع حدوث الغش وإلا فستقع في الغفلة. قال الإمام علي رضي الله عنه: إنما الحزم سو الظن.

2. بقدر الإمكان ضع أسئلة لا تعتمد على مجرد الذاكرة والنقل عن الكتاب لإجابتها، بل اجعلها - أو أكثرها - تحتاج إلى استنتاج أو تطبيق أو مقارنة أو شرح بلغة الطالب أو نقد أو غير ذلك من مهارات التفكير التي هي أعلى من مجرد الحفظ. وهذا من أنجع الأساليب في الحد من الغش.

3. احسب بدقة الوقت الذي يحتاج إليه الطالب المتوسط لإجابة الأسئلة بحيث تتناسب مدة الامتحان مع الوقت الممنوح للإجابة. من أكبر العوامل المساعدة أو الدافعة للغش أن يزيد الوقت الممنوح للإجابة عن الوقت الفعلي لإجابة الأسئلة من قبل الطالب متوسط الأداء. إذا شعرت أثناء الامتحان أنك أخطأت في تقدير الوقت الممنوح للإجابة فبإمكانك أن تمدد في وقت الامتحان قليلا إذا كان الامتحان يخصك، ولكن ليس بإمكانك اختصار مدة الامتحان والتقليل منها بعد الإعلان عنها في ورقة الأسئلة.

4. عدِّد في نماذج الأسئلة للطلاب إذا كان الامتحان ورقيا أو استخدم الامتحانات الإلكترونية في البلاكبورد لجعل عرض الأسئلة للطلاب بطريقة عشوائية، وسؤال واحد فقط يعرض على الشاشة. وبهذا تضمن تقليل إمكانية الغش عن طريق التلصّص على الآخرين.

5. لا تجعل الخط المستخدم في كتابة الأسئلة كبيرا، سواء أكان الامتحان ورقيا أم إلكترونيا، بل أصغر من المعتاد مع تراص في الفقرات خصوصا إذا كان السؤال موضوعيا (اختيار من متعدد أو ملء الفراغ أو صواب وخطأ).

6. باعد بين الطلاب في المقاعد بالقدر الممكن، ولا تسمح بتاتا بجلوس الطلاب متجاورين.

7. لا تسمح للطلاب باستصحاب أوراق أو أجهزة إلكترونية في الامتحان واطلب منهم وضعها خارج قاعة الامتحان قبل الجلوس.

8. راقب الطلاب وأنت واقف في الأمام ناظرا في عيون الطلبة، ولا تنشغل بالموبايل أو التصحيح أو غير ذلك، ولا تمش بين المقاعد جيئة وذهابا بصورة مطردة متواصلة بل بطريقة عشوائية لا يتنبأ الطلاب بحدوثها.

9. لا تسمح بأسئلة الطلاب على الامتحان مطلقا، أو بعد الربع ساعة الأولى من الامتحان على الأكثر. وإذا سمحت بالأسئلة فلتكن برفع الأيدي بحيث تذهب إلى السائل وتجيبه بصوت ضعيف دون أن تزعج بقية الطلبة ودون أن تحدث فوضى في القاعة.

10. احضر إلى قاعة الامتحان قبل الطلاب وانتبه إلى الطلبة الذين يأتون باكرا إلى الامتحان ويفضلون الجلوس في أماكن بعيدة ومستورة، كزوايا القاعة في الصف الأخير، أو ملتصقين بالجدار في جنبات القاعة. فمثل هؤلاء الطلبة كثيرا ما يكون في نيتهم الغش إذا تمكنوا منه.

11. نبِّه الطلاب قبل بدء الامتحان بأن يذهب من يشعر منهم بنفسه الحاجة إلى الحمام بالذهاب الآن وأنك لن تسمح بالخروج للحمام بعد ذلك إلا لأصحاب الأعذار مع مرافق إلى الباب وبعد التفتيش الشخصي. (لا تتشدد في هذه النقطة كثيرا وكن مرنا إلى حد بعيد في التطبيق، لأن الحاجة إلى الخلاء قد لا يمكن تنبؤ الطالب بها).

12. إذا شككت في طالب أنه يحاول الغش من خلال تحركاته وجلسته وموقعه ولكنك لم تتيقن ذلك، فاطلب منه بأدب أن يغير مكانه إلى موقع مكشوف. فمثل هذا الطلب إشارة قوية إلى الطالب بأني أشك فيك وهذا النقل بمثابة الإنذار النهائي.

هل تقترح وسائل أخرى؟ اكتبها في التعليق على هذا المقال.

وكتبه

د. أيمن صالح